منذ 2 أيام
الإمارات تبني المستقبل تحت الماء: مشروع "دبي ريف" يعيد الحياة للمحيطات
في الوقت الذي تواجه فيه الحياة البحرية حول العالم تدهوراً حاداً، تتجه دبي إلى استخدام هياكل الشعاب المرجانية الاصطناعية واسعة النطاق للمساعدة في عكس هذا الضرر وحماية النظم البيئية المحلية.
يختبر العلماء هذا الحل في دبي. شهدت دراسة استغرقت عامين بين 2021 و 2023 وضع 40 وحدة مرجانية في مياه الإمارات. 1 وكانت النتائج مشجعة: تم تسجيل 17 نوعًا من اللافقاريات، بما في ذلك البرنقيل وذوات الصدفتين والإسفنج، إلى جانب زيادة ملحوظة في 15 نوعًا من الأسماك. 2
وقال أحمد محمد بن ثاني، المدير العام لهيئة دبي للبيئة وتغير المناخ (DECCA): "أظهرت الدراسة أيضًا مؤشرات مبكرة لزيادة محتملة في التنوع البيولوجي البحري بنسبة 10% وزيادة تصل إلى ثمانية أضعاف في الكتلة الحيوية للأسماك، مما يعزز في النهاية التنوع البيولوجي البحري المحلي". 3
مشروع "دبي ريف": طموح عالمي
بناءً على هذه النتائج، بدأ إنتاج وحدات الشعاب المرجانية في أغسطس 2024، مع خطط لنشر 20,000 وحدة منها على مدى ثلاث سنوات، لتغطي مساحة 600 كيلومتر مربع تحت سطح الخليج.
تم نشر أولى وحدات الشعاب المرجانية العشرين ألف المخطط لها في دبي قبالة سواحل المدينة في أوائل عام 2024. ووفقًا لهيئة دبي للبيئة وتغير المناخ، تم تصميم كل وحدة لتدوم أكثر من 100 عام، مما يوفر استقرارًا طويل الأمد للحياة البحرية لتزدهر.
يجري الآن تطوير مشروع "دبي ريف" ، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في عام 2024، ليكون أحد أكبر مبادرات الشعاب المرجانية المصممة خصيصًا في العالم. ويهدف البرنامج الطموح، الذي تقوده هيئة دبي للبيئة وتغير المناخ، إلى تعزيز التنوع البيولوجي البحري، وزيادة مخزون الأسماك، وتعزيز الصيد المستدام في المياه المحلية.
وقال بن ثاني: "لا تزال محيطاتنا وأنواعنا البحرية تواجه تحديات كبيرة." وأضاف: "وجد تقرير مؤشر الكوكب الحي لعام 2024 الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة أن التجمعات البحرية انخفضت بنسبة 56% بين عامي 1970 و 2020. ومع ذلك، تكمن بصيص من الأمل تحت الأمواج، في شكل شعاب مرجانية مصممة خصيصًا."
حلول مدعومة علمياً واستراتيجية بيئية شاملة
المفهوم ليس جديدًا. فقد لاحظ الصيادون اليونانيون والرومان القدماء بالفعل أن الحياة البحرية تميل إلى التجمع حول الأجسام المغمورة مثل حطام السفن. ولكن اليوم، ما كان عرضيًا أصبح مقصودًا ومدعومًا علميًا.
وأضاف: "يُعترف بهذه الهياكل بشكل متزايد كحل فعال لخلق موائل جديدة لاستعادة التنوع البيولوجي البحري، مع دعم الجهود العالمية المتزايدة لحماية الحياة البحرية."
لكن مشروع "دبي ريف" هو أكثر من مجرد مشروع بحري محلي. إنه يتناسب مع استراتيجية بيئية أوسع بكثير.
وقال بن ثاني: "كجزء من جهود الإمارة الأوسع للاستدامة، يتوافق مشروع "دبي ريف" مع أجندة دبي الاقتصادية D33، وأجندة الإمارات الخضراء 2030، بالإضافة إلى أهداف التنوع البيولوجي لدولة الإمارات بما يتماشى مع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي." وأضاف: "كما يدعم أهداف التنمية المستدامة الرئيسية للأمم المتحدة، بما في ذلك العمل المناخي (الهدف 13)، الحياة تحت الماء (الهدف 14)، والشراكات (الهدف 17)."
ما يميز المشروع هو مزيجه من العلم والابتكار والتخطيط طويل الأجل.
وقال: "الشعاب المرجانية المصممة خصيصًا لم تعد مجرد تدخلات بيئية؛ إنها محركات للمرونة البيئية والاقتصادية." وأضاف: "يعكس مشروع "دبي ريف" كيف يمكن للتصميم المبتكر والرؤى العلمية والقيادة الحكيمة أن تدعم استعادة النظم البيئية البحرية وتضمن الاستدامة طويلة الأجل للمجتمعات الساحلية."
وبينما يحدث معظم العمل تحت السطح، فإن الرسالة واضحة وقوية.
"تماشياً مع التزام دبي بضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، تذكرنا مبادرات مثل "دبي ريف" بأن الإشراف البيئي النشط ضروري أيضًا تحت الماء، لرعاية واستعادة وإعادة بناء النظم البيئية البحرية التي تدعم الحياة بعيداً عن الشاطئ."